.
[/size]
..بسم الله الرحمن الرحيم ..
امـــــــــــا بعد :
حمدًا لمن نبيه قد بعث *** فدوَّخت بعوثه مَن قد عفى
ثم الصلاة والسلام ما حكت *** حمائم حمائمًا إذا بكت
وهزَّت الغصون أنفاس الصبا *** فهيَّج صبابة لمن صبا
وَلَمَعَ البرق إذا الغيث وكب *** وطاف بالبيت منيب واعتكب
على أجلِّ مُرْسَلٍ وآله *** وصحبه وتابعي من واله
اعلمي أختي الحبيبة أن « الطبع يسرق » كما قال ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر : " ما رأيت أكثر أذى المؤمن من مخالطه من لا يصلح ، فإن الطبع يسرق ، فإن لم يتشبه بهم ولم يسرق منهم فتر عن عمله "
إذا من قال لا أتأثر بمخالطه الطالحين ولا أتطبع بمجالسة السيئين فقد
أخطأ؛ لأن الصحبة السيئة باستمرارية تترك على أغوار النفس وبنفخ من المثير
أو من الشيطان يقع فيما وقع فيه الطالح نفسه ، وبمقدار تأثره السلبي السيئ
يبتعد عن مجالسة الصالحين ونور الحقيقية .
لا شك أن الجليس يستأنس بجليسه ، ويرتاح برؤيته ، ويتطبع بطبعه ، ويبدأ
بمسيرة الخلة والصداقة معه ؛ لذا لا بد من الحذر الجدي في هذه المسألة بين
الخطين الإيجابي والسلبي أو بين جليس السوء والجليس الصالح ؛ لأن هذه
المسألة كلها يصب في مصب الصحبة وكيفية الاستفادة منها .
لذا حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية اختيار الصديق ؛ لأن له الحظ الأوفر في صحبة المرء حين يقول ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل )
كلما كان الصاحب أكثر استقامة ازدادت الثمرات والفوائد ، لذا فالثمرات على قدر الصحبة ووفق موازين الصلاح منها :
1- تأليف القلوب
وذلك وفق قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) .
وفي الحديث القدسي : ( وجببت محبتي للمتحابين فيَّ ، والمتجالسين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ ، والمتباذلين فيَّ ) .
2- التصحيح والتقويم المستمر
وذلك عن طريق التواصي والنصيحة وإرادة الخير ، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن مرآة أخيه ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكفُّ عنه ضيعته ويحوطه من ورائه ) .
3- الاقتداء
وهو أمر ضروري لكلي إنسان يتخذ قدوه من الصالحين ، وعلى رأسهم رسول الله صلى عليه وسلم { لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } ، وأيضاً أن يصبح قدوة للغير في الصلاح والالتزام والإيجابية ، ولا يتحقق هذه المسألة إلاّ بمخالطه الصالحين ومجالستهم .
قال الله: (وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ الذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)
لا تسكن أرضاً موبوءة؛ فإن جرثومة المرض تسري فتفري، اهجر المعصية
ومكانها، وعليك بقوم يعبدون الله بأي أرض، فاحبس نفسك معهم؛ فإن بيئة
المعصية بيئة سوء، والله الذي لا إله إلا هو، لأن تنقل الحجارة، وتأكل
الحجارة، وتنام على الحجارة مع الأبرار، خير لك من أكل الحلوى، والجلوس
على الحرير، والنوم على الحرير مع الفجار؛ أولئك يدعون إلى الجنة، وأولاء
يدعون إلى النار.
كيف السبيل للحصول على الرفقة الصالحة؟؟؟
: أن تبدأ أولاً بالدعاء والاستعانة بالله، فاسأل الله تعالى أن يرزقك
رفقة صالحة واصدق الله في دعائك والجأ إليه ليوجد لك الرفقة المؤمنة التي
تعينك على طاعة الله، ثم بعد ذلك عليك أن تبحث عن هذه الرفقة وألا تنتظر
حتى تأتيك..
والحرص على مخالطتهم في مجالس الذكر والتقرب اليهم والظفر بصحبتهم..ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
اتمنى ان اكون قد وفقت في تجميع هذه المادة بدخولها على اعماق قلوبكم قبل اعيانكم
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
امـــــــــــا بعد :
حمدًا لمن نبيه قد بعث *** فدوَّخت بعوثه مَن قد عفى
ثم الصلاة والسلام ما حكت *** حمائم حمائمًا إذا بكت
وهزَّت الغصون أنفاس الصبا *** فهيَّج صبابة لمن صبا
وَلَمَعَ البرق إذا الغيث وكب *** وطاف بالبيت منيب واعتكب
على أجلِّ مُرْسَلٍ وآله *** وصحبه وتابعي من واله
اعلمي أختي الحبيبة أن « الطبع يسرق » كما قال ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر : " ما رأيت أكثر أذى المؤمن من مخالطه من لا يصلح ، فإن الطبع يسرق ، فإن لم يتشبه بهم ولم يسرق منهم فتر عن عمله "
إذا من قال لا أتأثر بمخالطه الطالحين ولا أتطبع بمجالسة السيئين فقد
أخطأ؛ لأن الصحبة السيئة باستمرارية تترك على أغوار النفس وبنفخ من المثير
أو من الشيطان يقع فيما وقع فيه الطالح نفسه ، وبمقدار تأثره السلبي السيئ
يبتعد عن مجالسة الصالحين ونور الحقيقية .
لا شك أن الجليس يستأنس بجليسه ، ويرتاح برؤيته ، ويتطبع بطبعه ، ويبدأ
بمسيرة الخلة والصداقة معه ؛ لذا لا بد من الحذر الجدي في هذه المسألة بين
الخطين الإيجابي والسلبي أو بين جليس السوء والجليس الصالح ؛ لأن هذه
المسألة كلها يصب في مصب الصحبة وكيفية الاستفادة منها .
لذا حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في كيفية اختيار الصديق ؛ لأن له الحظ الأوفر في صحبة المرء حين يقول ( المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل )
ثمرات صحبة الصالحين
كلما كان الصاحب أكثر استقامة ازدادت الثمرات والفوائد ، لذا فالثمرات على قدر الصحبة ووفق موازين الصلاح منها :
1- تأليف القلوب
وذلك وفق قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) .
وفي الحديث القدسي : ( وجببت محبتي للمتحابين فيَّ ، والمتجالسين فيَّ ، والمتزاورين فيَّ ، والمتباذلين فيَّ ) .
2- التصحيح والتقويم المستمر
وذلك عن طريق التواصي والنصيحة وإرادة الخير ، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمن مرآة أخيه ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكفُّ عنه ضيعته ويحوطه من ورائه ) .
3- الاقتداء
وهو أمر ضروري لكلي إنسان يتخذ قدوه من الصالحين ، وعلى رأسهم رسول الله صلى عليه وسلم { لَقَدْ
كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } ، وأيضاً أن يصبح قدوة للغير في الصلاح والالتزام والإيجابية ، ولا يتحقق هذه المسألة إلاّ بمخالطه الصالحين ومجالستهم .
فما ينفع الجرباء قُرْبُ صحيحة .. إليها ولكن الصحيحة تجربُ
قال الله: (وَاصْبِرْ
نَفْسَكَ مَعَ الذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي
يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن
ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)
لا تسكن أرضاً موبوءة؛ فإن جرثومة المرض تسري فتفري، اهجر المعصية
ومكانها، وعليك بقوم يعبدون الله بأي أرض، فاحبس نفسك معهم؛ فإن بيئة
المعصية بيئة سوء، والله الذي لا إله إلا هو، لأن تنقل الحجارة، وتأكل
الحجارة، وتنام على الحجارة مع الأبرار، خير لك من أكل الحلوى، والجلوس
على الحرير، والنوم على الحرير مع الفجار؛ أولئك يدعون إلى الجنة، وأولاء
يدعون إلى النار.
كيف السبيل للحصول على الرفقة الصالحة؟؟؟
: أن تبدأ أولاً بالدعاء والاستعانة بالله، فاسأل الله تعالى أن يرزقك
رفقة صالحة واصدق الله في دعائك والجأ إليه ليوجد لك الرفقة المؤمنة التي
تعينك على طاعة الله، ثم بعد ذلك عليك أن تبحث عن هذه الرفقة وألا تنتظر
حتى تأتيك..
والحرص على مخالطتهم في مجالس الذكر والتقرب اليهم والظفر بصحبتهم..ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
اتمنى ان اكون قد وفقت في تجميع هذه المادة بدخولها على اعماق قلوبكم قبل اعيانكم
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
[/size]